just say i love you (2)

قولي فقط..إني أحبك
.
.
فلتجلسي يا جنتي ولتعلمي
يكفيك من علمٍ حروفٌ أربعٌ:
ألفٌ تتوج رأسها بهميزةٍ
هي أولٌ، ثاني الحروف الحاء
حرفان إن أردفتهم (هي راحةٌ)
والسِّحر كل السِّحر وصل الباء
والكاف آخِرُها ومرشدها
من دونها كل الحديث خواء
أأزيدكم في الدرس أم حسبي هنا؟
والوصل مرهون بأمر الراء
.
.
قولي فقط.. رفقا بقلبي
هي كلمة..فيها الحياة
قد قلتها لك ألف مرة
قد قلتها ما ذاع صوتي
سأعيدها لك ألف كرة
سأقولها إن حضر موتي
وكتبتها لك ألف مرة
دونتها ما جف حبري
إن جف حبري لم أزل
أهوى وأدمن عشق عمري
إن نفد حبري لم أقف
فمحيط حبي لا يجف
ومداد شعري وافرٌ
ما همّني إن ضاع حبري
سبابتي هي ريشتي
ساعٍ أنا بإرادتي
زادي لهيبُ عزيمتي
ماضٍ أنا بكتابتي  
ولو كان المداد دماء
.
.
.
قد عشت تيهاً قبلها
دهراً ...أحقّاً عشتها؟
محياي كان لقاؤُها
ما قبل .. كان فناء
قد قلت حين لقيتها:
يا جنّة في مقلتي
لو أن ضالاًّ بالفلا
سمع الصراخ ليهتدي
ووقى الأصم آذانه
فالآن ساعة مولدي
يا من تفرد حسنه
روح الفتى لا توئِدي
فالوأد حكمٌ ظالمٌ
والله مالك موعدي
فتبسمت واستدبرت
قالت و طاب مقالها:
من للثريا أهلها؟
إن كنت حقا منشدي
فاكتب فإنّي ناظرٌ
وكتابكم هو مسندي
فأجبت بعد حديثها:
يأتيكِ ردّي في الغد
وسألتها متلعثما:
الآن نضرب موعدا؟
قالت: وما خطب الغد؟
فاستدركت.. وتمعنت
واستقبلت كبد السماء
فعلمت فورا بعدها
أني ملاق جنتي بمساء
.............
((يا هول قلبي من غدي))
من حينها أنكرته
نومي ولا نامت يدي
يا ليتني ما قلتها
يا للرعونة والسذاجة
والحماقة والغباء!
.
.
.
قالت بعيد وصولها:
قد نلت مالم يحظه
ملك بكامل عرشه
ومنحت مالم أعطه
رجلا بوافر شعره
فليبدأ التمثيل أو فليبدأ الإلقاء
- مهلا - وحسبا جنتي
حبي نقي خالص
لا لبس فيه ولا رياء
إيقاع حرفي صادق
لا كذب فيه ولا افتراء
وغدوت أنشد قائلاً:
فلترحمي يا جنتي
رجلاً تقطع في هوى
ما لم يقطع في وغى
فمقطَّعٌ قلبي أنا
ومقطِّعٌ هو من حوى
ومعذّب قلبي أنا
ممن إليهم قد أوى
إن كنتِ شر منيّةٍ
فلتعلمي: أنت المنى
إن كنت موطن فتنة
حتما فكل قد غوى
عجبا له عود الفتى
قد عاد لينا فالتوى
يا ويحه مما جنى
قد ذاق من ضنك النوى
قد ذيق نارا فاكتوى
إن شرب نهرا ما ارتوى
ويقال من عجب الهوى:
المرء يوما إن (هوى)
ما وقع أرضا إن هوى
يهوى ويعلو في السما
ومن الثريا قد دنا
ونحوت أخطر منحنى
يا ليته طعن القنا
أضحى التعلل عندنا
وِرداً وأصبح ديدنا
وفؤادنا يرنو لكم
دوما و يوما ما رنا
خفق الفؤاد ودندنا
والعبد صار مدندنا
بالخير ما رضي الخنا
هذا بيان واضح
هلا ارتضيتم عهدنا؟
و سقيته ودي فما
في القلب أكننتم لنا
من أنتِ ...لا بل من أنا
أنا من أنا..( أنتِ) الأنا
.........
ضحكت وقالت: زد علي، فقلتها:
هل يعرف الكرماء من غير العطاء؟
تالله ما فتئ الفتى
تالله ما وهن الهوى
أصبحت أردف ذكركم
في خلوتي
في سجدتي
بعد التشهد دائما
عند السحور لدى النداء
أوكلما صليته
فرضي أتاني طيفكم
فيزورني في خلوتي
يغشى ويسكن مقلتي
ويزيدني ظنّاً بها
حقا... فكم صليتها؟
أفكلما صليته
أغدو أحارب خنزبا
حربا ضروسا طاحنا شعواء!
.
.
هلا بدأت جليستي
بالاسم ، يكمل وصلنا
فالوصل لا يحلو بلا أسماء
قالت بغيرتردد:
فرد ولا مثنى له
اثنان لا فرد لهم
فرد ومثنى إن تشأ
علم لفرد أن أردت
و نعت شيء إن تشاء
فالإسم في الشّريان
والجريان والسّريان
في الوجدان يسكن دائما
والغصن إن اخضرذلك وصفه
واللّفظ مأخوذ من الإرواء
وأضفت قولا بعدها:
حاء إلى ميم هو اسم جليسكم
والحاء بين الكل تملك عرشها
من دونها (سام) زؤام مفجع
من بابها: حبٌّ ، حبيبٌ ، حالمٌ
حسنٌ وزد ما شئتَ من أسماء
ما ذكره أنوي فحتماً زائري
بفراستي لأراه أهل ذكاء
.
.
قولي فقط .. إني أحبك
فلترحمي قلبا لنا
قلبا نقياً طاهراً
قلبا يتيماً مفرداً
قلباً تعذب دائماً
قلباً يجاهد متعباً
قلباً تزاور بين الموت والإحياء
قولي فقط.. إني أحبك
فالحب يعرف كيف يقلب واقعي
فشقاؤنا في الحب عز نعيمنا
والوصل - رغم الكيد -  خير شقاء
والحب لا يغدو يميز أهله
بالشكل أو باللون أو برداء
والحب مدرسة بغير مدرس
روادها هم سادة عظماء
والحب يعلم كيف يلقي درسه
فالكل برغم جهالةٍ علماء
والحب يعرف كيف يفرض نفسه
فالحب في كنف الفقير ثراء
قولي فقط .. إني أحبك
فحروفها بالكاد تبلغ مسمعي
أصواتها تعلو وتخبو تارة
تأبى بأن ترضى لواقع سجنها
تهفو بإخلاص للحظات الجلاء
قولي فقط.. إني أحبك
روحي تبارح بيتها
فتمردت، وتنازعت
وتبعثرت وتمزقت أشلاء
وسنون عمري قد مضت
أبحرت فيها تائها
بحثا على من عينه
تغتالني عند اللقاء
أنا كالسفينة في الهوى
تهفو لمنظر شاطئ
تمضي بغير روية
تسري بغير هداية
ودياركم لَفَنارتي
عيناكِ وهج منارةٍ
وفؤادُك الميناء
إن أقبلَت ..
حوريةٌ عدم النظير بهاءها
بدرٌ تجمل في السما
فاستفردت واستحسنت
وتطاولت في حسنها حسناء
إن أدبرت..
شمس زوت
راحت وزال ضياؤها
والدفءُ غاب وراءها
وأُحيل بردا قارسا
يا شره بردا بغير شتاء
هي آية في وصفها
هي حكمة في خَلقها
هي قدوة في خُلُقها
هي جنّة  خير النِّساء
دامت ودام نعيمها
فياليتها تغدو لنا
يا ليتها غيدت لنا
ياليتني أغدو أنا مستكملا غيداء
ولبثت دهرا اتّقي
قوما تعاظم حبهم
أعرضت دوما عن هوىً
تأباهُ نفسي جملةً
حتّى اصطنعت بلاهةً
حيناً وحيناً ادّعي
أنّ الجنون أصابني
والعقل من كل الجنون براء
ورأيت قوما خطبهم
في الحب ظلم فاضح
ضلوا وساء طريقهم
جاروا وأصبح نهجهم
شتى فنون الرِّق والإغراء
إني لأنكر فعلهم
وأخاف يوماً إن أتى
تغدو تعانق نهجهم
فأراك أهلا للهجاء
.
.
قولي فقط .. إني أحبك
أوتنكرين حقا أني أهلها؟
يكفيك علماً أنني
لولدت مولد قادةٍ
وورثت مجدا باقياً
ورضعت وافر عزةٍ
وفطمت في بيت الفداء
والخُلُق ألزمُ حُسنَهُ
والقول أذكر خيرهُ
والفعل أرجو أجرهُ
لا المدحَ أبغي لا الثناء
وحياتنا بين الورى
أجسادنا تطأ الثرى
نسمو بنهج نبينا
والروح في كبد السماء
فلتعلمي يا جنتي
إني لإن ءانسته
قبري بعيد فراكم
فلتذكريني  .. مرة
ولتكثري.. ولتجملي
وتخيري خير الدعاء
ولتعلمي حق اليقين بأنّنا
إن عزَّ لقيانا بواقع بعدنا
إن خاب مسعانا، عُزِلنا عنوةً
ففي الفردوس خير رثاء
......
وأعود دوما قائلاً
ما نحن في هذي الدُّنا
إلا بقايا تربة مزجت بحفنة ماء
..
صَمَتَت..
و سالَت دمعةٌ...
من ثًمَّ أجهشَتِ البكاء
.
.
وما زلت أرقب قولها
قولي فقط.. إني أحبــــــــــــــك